الأخذ بالحساب الفلکي في معرفة الأهلة بين الاعتبار والإهدار

نوع المستند : أبحاث متخصصة فی الفقه والأصول

المؤلف

الباحث بدار الإفتاء المصرية

المستخلص

   جاء الإسلام بشريعة تتفق في کل زمان مع السقف العلمي لأهل کل عصر،ولا يتصور في شريعة الإسلام وقوفها حجر عثرة أمام التقدم المعرفي والتقني للإنسان؛ولذلک فغرض هذا البحث التعرف على ما تقوله شريعتنا الغراء بشأن استخدام الحساب الفلکي في التعرف على أوائل الشهور العربية واعتماد ذلک بخصوص الشهور المرتبطة بالعبادات کرمضان،وقد التزم البحث أن يبين أراء کل من المعتبرين للحساب والمعارضين وبيان الأدلة عند کلٍ  ،وقد بان من خلال هذا البحث أن جمهور الفقهاء الأوائل قالوا برفض الحساب الفلکي ومنع الاعتماد عليه،وأن عددا منهم قد اعتبروه لعدد من الأدلة منها أنه قطعي وأنه لا يمنع دليل قاطع منه ،وبين الباحث أن معظم أدلة المنع التي تقوم على أساس الشک في الحساب الفلکي قد اتضح في عصرنا عدم دقتها وأن الثقة التي کانت مفتقدة في علم الحساب الفلکي في الماضي قد تغيرت في عصرنا،کما أن ادعاء الإجماع في زمن الصحابة على رفض الحساب ليس صحيحا ،وليس في  الأحاديث المروية ما يقطع بالاقتصار على الرؤية فقط في تحري الأهلة،ثم ينتقل الباحث إلى تناول مسألة فرعية على ذلک وهي ترتيب الحساب مع الرؤية وانتهى إلى اعتماد جعل الحساب معتمدا في النفي فلو قطع الحساب باستحالة الرؤية ترتب على ذلک عدم اعتماد الرؤية مطلقا طالما خالفت الحساب،وهو الرأي الذي اعتمده عدد من الفقهاء المعاصرين وهو ما عليه العمل في دار الإفتاء المصرية .