مفتي الضرورة

نوع المستند : أبحاث متخصصة فی الفقه والأصول

المؤلف

باحث بقسم الأبحاث الشرعية بدار الإفتاء المصرية

المستخلص

لا يخفى مكانة الإفتاء وأهميته التي ترتبط بواحدة من أهم الضروريات في حياة المسلمين ألا وهي: "الدين" ، ولقد أرسل الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتبليغ الدين وتبيينه وليس التبليغ فحسب فقال عز من قائل {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل :44] ، ولما كانت الشريعة الإسلامية هي الرسالة الخاتمة والكلمة الإلهية الأخيرة إلى نهاية الدنيا، كان لزاما على الأمة ألا يخلو زمن من تبليغ هذه الشريعة وبيانها لمن لم يعلمها، فلهذا كان خلو منصب الإفتاء والتبيين لأحكام الشريعة فساد ما بعده فساد كخلو منصب القضاء من القاضي، فإن هذا يستتبع الفوضى واختلال أمور العباد الضرورية، وإذا كان الأصل في المفتي أن يستجمع شروطا معينا حتى يشغل هذا المنصب الهام؛ فهل تعذر بعض هذه الشروط تجعل هناك ضرورة للتغاضي عنها أم لا؟ فمن هنا ناقش هذا البحث قضية: (مفتي الضرورة).