حسم الخلاف في خدمة المرأة لزوجها وأثره في تحقيق الاستقرار الأسري – دراسة فقهية مقارنة -

نوع المستند : أبحاث متخصصة فی الفقه والأصول

المؤلف

أستاذ الفقه المقارن المساعد بكلية الشريعة والقانون بطنطا – جامعة الأزهر.

المستخلص

يتكون هذا البحث من مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث ، وخاتمة ، وفهارس عامة.
وقد انتهيت في هذا البحث إلى ما يلي:
أولاً:      حسم الخلاف هو: قطع النزاع في مسألة خلافية بإظهار وجه الحق فيها.
ثانياً:     أن خدمة المرأة في بيت الزوجية يراد بها: ما تقوم به الزوجة من أعمال العجن، والخبز، والطبخ، والغسل، والكنس، والفرش، واستقاء الماء، ونحو ذلك مما يدخل في تدبير شؤون البيت.
ثالثاً:     أن الاستقرار الأسري يُعد أحد مقاصد الشريعة، وهو مفتاح التوازن النفسي والعقلي لدى أفراد الأسرة جميعاً، ويتمثل في العلاقة القائمة بين الزوجين على الاحترام، والمودة، والرحمة، والتفاهم، والمشاركة في تحمل مسؤوليات الأسرة فيما بينهما.
رابعاً:    الراجح في مسألة خدمة المرأة لزوجها هو ما ذهب إليه الحنفية، والمالكية، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو إسحاق الجوزجاني، وأبوثور، وابن القيم، من القول بوجوب خدمة المرأة لزوجها وَفْقَ ما تعارف الناس عليه في بيئتها العائلية والاجتماعية، وفي حدود ما تستطيع الزوجة القيام به.
خامسا: يقوم الاستقرار الأسري على أصلين هامين، وهما: القوامة، والحافظية. أما القوامة: فيراد بها قوامة الزوج، وتتمثل في أن يكون الزوج هو القيم على امرأته، بأن يكون كبيرها، والمسؤول عنها، والحاكم عليها، ومؤدبها حال اعوجاجها، والمتولى أمرها بجلب ما فيه نفعها، ودفع المفاسد عنها؛ لأن الزوج هو الراعي الأول في بيته. وأما الحافظية: فيراد بها حافظية الزوجة، وتتمثل في حفظ الزوجة لزوجها في نفسه، وماله، وولده، وأن تحفظ عفتها، وأسرار بيتها، وأن تقوم على خدمته ورعاية شؤون بيته، وتطيعه في غير معصية الله تعالى.
سادساً:  اختار الإسلام تدبيرين لتحقيق استقرار الأسرة: الأول: أن يكون الزوج أو الأب هو الحاكم والمدبر لشؤون أسرته، خاصة الشؤون الخارجية. والثاني: أن تكون الزوجة هي المسؤولة عن شؤون بيتها الداخلية.
سابعا:   أن قيام المرأة بخدمة زوجها ورعاية شؤون بيتها، وتربية أولادها، يُعد من أهم الأسباب المؤدية إلى استقرار الأسرة؛ لأنها بذلك تساهم في تخفيف الضغط والتوتر داخل الأسرة بما يهيئ المناخ المناسب للزوج كي يسعى للنهوض بالأسرة مادياً؛ ولأنها هي المسؤولة عن توفير الجو المناسب لأفراد أسرتها صحياً ونفسياً، كما أنها تستطيع أن تضع للبيت ميزانية فائضة بدلاً من ميزانية العجز، لحكمتها في توزيع الدخل أو مصروف البيت على مختلف احتياجات الأسرة، كما أنها بعنايتها بأطفالها تنتج للمجتمع أبناء أصحاء نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم، كما تقوم بجمع شمل أفراد الأسرة وإشباع احتياجاتهم؛ لأنها أساس تماسك الأسرة وتلاحمها. إضافة إلى أنها بخدمتها لزوجها تساهم في تخفيف العبء المادي عن كاهله خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، ولا يقتصر تأثير خدمة المرأة لزوجها على تحقيق الاستقرار الأسري، بل يتعدى ذلك إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي الشامل؛ لأن الأخير لا يتحقق إلا في بيئة أسرية متماسكة، فهو ليس بمعزل عن الاستقرار الأسري، وإنما هو نتيجة طبيعة له، وأثر من آثار تحققه.