سفر المرأة بدون محرم قديمًا وحديثًا دراسة فقهية معاصرة

نوع المستند : أبحاث متخصصة فی الفقه والأصول

المؤلف

مدرس الفقه بقسم الشريعة الإسلامية كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة جامعة الأزهر

المستخلص

الشريعة الإسلامية تريد المحافظة على المرأة، وتصونها وتمنع أي أذى يلحق بها، وليس كما يدعي البعض أن اشتراط المحرم في سفر المرأة من باب الحبس والتضييق عليها وتقييدها، ووجود محرم معها في سفرها له حِكم جليلة يعود بفائدة أولاً عليها؛ لدرء المخاطر عنها.
لابد للفقيه أن يفهم التغيرات التي حدثت، والأحوال التي اختلفت، ويجاريها بما لا يخالف النصوص الشرعية وبفهم مقاصدها، فالسفر قديمًا يختلف عن السفر حديثًا في أمور كثيرة بسبب السرعة والسهولة والأمن والحماية وعدم الانقطاع عن الناس وتواجد العمران وانفتاح البلدان مع بعضها البعض؛ لذلك الحكم يختلف تبعًا لهذا التغير وهذا الاختلاف.
متى أمكن سفر المرأة مع محرم أو زوج فهو أولى وأحوط وأكثر حماية للمرأة وذلك في كل وقت وعصر ومكان وزمان، وخروجًا من الخلاف، واختارت دار الإفتاء المصرية جواز السفر بدون محرم مطلقًا عند أمن الطريق سواء كان سفرًا واجبًا أو مستحبًا أو مباحًا ما دام السفر طاعة وليس معصية.
العلة الرئيسية في ذلك هي التأكد من أمن الطريق والمسير، فإن لم يتأكد ذلك، فلا يباح سفر وحدها، وقد علَّل الفقهاء والمحدثون على الأحاديث التي تشترط محرمًا في سفر المرأة بعلل متعددة، وهذا يدل على أن العلة معقولة المعني وليست تعبدية وهي ( ذات السفر)؛ نظرًا لاختلاف الروايات في قدر المسافة والزمن، فلا يوجد نهي عن ذات السفر للمرأة دون محرم، وليس المنع لمطلق السفر، وإنما السفر الذي يخشى منه الإطالة والخوف عليها وتعرضها للمخاطر.
يجوز سفر المرأة في العصر الحديث بدون محرم بالضوابط الشرعية إذا أمنت الطريق على نفسها وعرضها؛ لأن علة النهي عن سفرها بدون محرم الواردة في الأحاديث منتفية في زماننا.