نحو تداول الفتوى المؤسّسيّة عَبْرَ مَواقعَ إلکْترُونيّة لضبط المنهجية الإفتائية

نوع المستند : أبحاث متخصصة فی الفقه والأصول

المؤلف

أستاذ الفقه المشارک بکلية الإمام مالک للشريعة والقانون بدبي وکلية الشريعة والقانون بدمنهور جامعة الأزهر

المستخلص

من الظواهر الإيجابية في الوقت الحاضر تسابق دور وهيئات الإفتاء في العالم الإسلامي إلى الارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة في مجال الإفتاء الشرعي المؤسسي، وذلک من خلال تمکين التطبيقات الذکية على أجهزة الأندرويد، وتوظيفها لنفع المجتمعات المسلمة، بهدف مواجهة فوضى الفتاوى، ونشر الفکر الوسطي المعتدل الذي يثمر الاستقرار والأمن المجتمعي.  ومن هنا  تبدو أهمية المؤسسات المتخصصة في الفتوى الإلکترونية فيما تقدمه من معرفة إفتائية منضبطة إلى أکبر عدد من المستفتين في العالم؛ فالمؤسسية على هذا النحو تعتبر مرآة يظهر فيها التطوير وتحديد نوع الحضارة .
        يضاف إلى ذلک أنها ذات طبيعة فنية وليست مذهبية ؛ يعني ذلک أنّ المؤسسية لا ترتبط بمذهب معيّن، وإنما لها صلاحية تطبيقية في مذاهب متنوعة. والمقصود هنا أنّ الفکرة التي نريد لها أن توضع موضع التطبيق، لابد أن تتولاها مؤسسة تُؤمّن التطبيق وتيسّره، کما أنها تتيح المتابعة والتقويم، بالإضافة إلى أنها تسع التطوير وترشّده .
          وتتميز إسهامات المؤسسات الإفتائية، في لغتها الفقهية الرصينة، التي راعت متغيرات الواقع في شتى مجالات الحياة، وصياغة الفتاوى المؤصَّلة، التي يبرز فيها تحقيق المناطات واعتبار المآلات للنوازل والمستجدات،  وهي إزاء ذلک تشتبک مع مناهج معاصرة متعددة تنازعها التصدر للإفتاء، تتمحور في مسلکها حول ذهنية التحريم أو التبديع والتشريک، أوتتبنى فکراً يغلب عليه الطابع السياسي، أو المنحى الجهادي التکفيري، والترويج له عبْر مواقعَ وصفحاتٍ إلکترونية تفوق الحصر. 
         و عليه فقد اشتمل البحث على مميزات الإفتاء المؤسسي وتداوله عبر مواقع إلکترونية، ثم تناول مسارات الإفتاء ورصد حالته في الفضاء الإلکتروني، کما احتوى على نماذج من فتاوى مؤسسية في مواجهة الفکر الجهادي التکفيري وتمويل الإرهاب .