نوع المستند : أبحاث متخصصة فی الفقه والأصول
المؤلف
وزير الأوقاف
الحمد لله رب العالمین, والصلاة والسلام على خاتم أنبیائه ورسله سیدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى یوم الدین.
وبعد:
فإنی أٌکبر دار الإفتاء المصریة أن أکتب تقدیمًا لمجلتها الفقهیة الأصولیة العریقة, وعلى رأس هذه الدار العالم الفقیه أ.د / شوقی علام مفتی الدیار المصریة, غیر أننی قبلت هذا التشریف لدلالة خاصة هی التأکید على أن مؤسسة الأزهر الشریف بکل مقوماتها جامعا وجامعة, وأوقافا وإفتاء ووعاظا ومعاهد وعلماء تعمل بتکامل وتنسیق غیر مسبوق فى تاریخ الأزهر تحت مظلة واحدة وقیادة واحدة, هی مظلة الأزهر الکبری, وقیادة فضیلة الإمام الأکبر أ.د/ أحمد الطیب – شیخ الأزهر.
وإذ تخرج دار الإفتاء المصریة العدد السادس عشر من مجلتها العلمیة العالمیة المتمیزة فی بابها وفی مضامینها وفی إخراجها فإنها تؤکد على ریادتها العلمیة الفقهیة والأصولیة وعلى عنایتها بالبحث العلمی وتقدیرها لتنمیته ورعایتها للعلماء والباحثین فى مجال الفقه وأصوله وفی اختیارها للموضوعات الأربع:
أ) موقف العلماء من إفادة تقدم المعمولات على عواملها الحصر
ب) حکم إغلاق المحلات التجاریة وقت صلاة الجماعة
ج) دم الإنسان فی المیزان الشرعی.
دلالات عظیمة منها:-
1-أن المجلة تجمع بین الأصالة والمعاصرة
2- أن المجلة تعمل على التنوع العلمی والمعرفی والثراء الثقافی
3- عمق العلاقة بین علوم الشریعة وعلوم اللغة إذ یتوقف استنباط الحکم على فهم النص ولا یمکن أن یتم فهم النص فهما دقیقا صحیحا إلا بالوقوف على دلالته ودقائقه اللغویة, ففهم الکتاب والسنة فرض واجب, ولا یتم إلا بتعلیم العربیة, وما لا یتم الواجب إلا به فهو واجب.
4- أن المجلة تتحلى بالدقة والموضوعیة والإنصاف العلمی ولا تتسرع فی إطلاق الأحکام الشرعیة قبل دراسة معطیاتها دراسة علمیة, بحیث تنبنی الأحکام والنتائج على الأدلة والمقدمات، لذا لم تجزم العناوین بالأحکام وإنما عرضت فقط لماهیة الموضوع, مما حملنی على عدم استباق أی من الأبحاث المقدمة برأی فقهی, إنما أترک للمتلقی الکریم أن یغوص فی البحث بنفسه لیقف على النتائج بعد التعرف على مقدماتها.
5- أن اختیار الموضوع الثالث جاء لیغطی حاجة مجتمعیة, وجاء اختیار کلمة "دم الإنسان" فی منتهی الدقة, فلقد کرم الإسلام الإنسان على مطلق إنسانیته لا على جنسه أو لونه أو دینه فقال سبحانه وتعالی: "وَلَقَدْ کَرَّمْنَا بَنِی آدَمَ".
أسأل الله العظیم أن ینفع بهذه الأبحاث, وأن یجعلها فی میزان حسنات من کتبها أو راجعها أو عمل على إخراجها فى هذه الصورة المتمیزة, وفی جهود دار الإفتاء وجمیع العاملین بها والقائمین على أمرها, وبخاصة أخی العزیز فضیلة الشیخ العلامة الأستاذ الدکتور/ شوقی علام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین.