الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي وأثره في أصول الفقه

نوع المستند : أبحاث متخصصة فی الفقه والأصول

المؤلف

أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر

المستخلص

عرف للأمة الإسلامية تراث ضخم في سائر العلوم والفنون، وإن من العلماء الذين أثروا المکتبة الإسلامية وساهموا بجهد کبير في نشر الثقافة الإسلامية العلامة جلال الدين السيوطي.
هــذا: وقد اشتملت هذه الدراسة على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: عصر السيوطي.
المبحث الثاني: التعريف به.
المبحث الثالث: أثر الشيخ في علم أصول الفقه.
في المبحث الأول بينت کيف أن القرن السابع الهجري لم يکد ينتصف حتى وقعت الأمة الإسلامية في موجة من الضعف والتخاذل، ولأمر أراده الله تعالى لحماية دينه، وحفظ کتابه قامت مصر والشام فحملتا لواء الزعامة الإسلامية، وأخذتا بزمام الحرکة العلمية، والأدبية، والدينية، والسياسية، وصارتا الملجأ الوحيد لأبناء هذا اللسان في مملکة واحدة حاضرتها القاهرة، ولغتها العربية، وغايتها حماية الدين.
تناول المبحث الثاني ترجمة السيوطي، ونشأته، وتلقيه العلم، ومرحلة الکتابة والتأليف، ومؤلفاته، وتصدره للفتوى، والعلوم التي تبحر فيها، والعلوم التي استعصت عليه، والمطاعن التي أخذها عليه السخاوي، ورد اللاحقين على السيوطي على مطاعن السخاوي، ثم تعرض المؤلف لدعوى السيوطي الاجتهاد المطلق.
وفي المبحث الثالث تکلمت عن مکانة علم أصول الفقه عند الشيخ؛ لأنه من أعظم العلوم أثرًا في تکوين العقل الفقهي، وقد ذکر المترجمون للشيخ أن له في الأصول خمسة کتب، تعرضت لکتابه "الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في کل عصر فرض" استعرضت فيه أبواب الکتاب الأربعة متحدثًا عن حکم الاجتهاد في الباب الأول، وفي الثاني تکلم فيه عن مسألة خلو الدهر أو العصر عن مجتهد، وضمّن الثالث توجيهات السلف والخلف التي تحث على الاجتهاد، أما الرابع فجعل عنوانه "فوائد منثورة تتعلق بالاجتهاد".
وفي الأخير عقدت مطلبًا لدراسة موجزة عن کتابه "تقرير الاســــتناد في تفســـير الاجتــهاد" ابتدأ الکلام فيه ببيان أن الاجتهاد من فروض الکفايات، کما تناول بإيجاز أيضًا مسألة خلو العصر عن مجتهد، ثم ذکر بعد ذلک شروط الاجتهاد، وعدّد العلوم التي تشترط في الاجتهاد.